اعرف قوه ايمانك او ضعفه

رث أخوان مالاً لابأس به بعد وفاة أبيهما ,
وكانا على دينٍ وخُلُقٍ ..

قرّرا الانفصال لمدّة سنتين بعد أن أخذ كلٌ حصّته
واتّجه كلُ واحدٍ في طريقٍ ليرسمَ منحى حياتِه ويستثمرَ مالَه .
ذهب الأخُ الأكبرُ ومالُهُ إلى صومعةٍ منعزلةٍ خاصة فاعتكفَ فيها
للتعبّدِ والصلاة حفاظاً على ايمانه ,
و خوفاً من انجرافِه بمتعِ الحياةِ ومشاغلِها .
أمّا الأخُ الأصغرُ فذهبَ ومالُهُ إلى المدينةِ , واشترى محلّاً للأحذية , وبدأ استثمارَ المالِ بالبيع والشراء .
ومضت السنتان , فقرّرَ الأكبرُ زيارةَ أخيه في المدينة ,
والاطّلاعِ على أحوالِه ..وعند وصوله للمحلّ ورؤيتِه للبضاعة ,
و كيفيةِ البيعِ والشراءِ وتعامل أخيه مع ال**ائنِ نساءً ورجالاً ,
جلسا في ركن المحل يتبادلان الأحاديث وما جرى لكل منهما
خلال هذه المدّة .

قال الأكبرُ : اعتكفتُ ياأخي في صومعةٍ لعبادةِ ربّي قوّاماً صوّاماً مُحافظاً على ديني وايماني و ... و ...
فقال الأصغرُ : أمّا أنا يا أخي - وكما ترى أعملُ بالبيعِ والتجارةِ -
والحمدُ لله , أحوالي جيدة ,
ولا أنسى فضل ربّي , ولا أعمل إلّا خيراً .
وفي أثناءِ الحديث , كلمّا دخلتِ امرأة كان الأخُ الأكبرُ يديرُ وجهَهَ
متعوذاً ومستغفراً ربه !! ..

وفي آخرِ النهارِ قرّر الصغيرُ بأن يبقى أخوه عنده لثلاثة أيام
فقط مدّعياً أنه بحاجة له في المحل. وافق الكبير, وبدأ العمل ,

ففي اليوم الأول كلّما دخلتِ امرأةٌ يحمرّ وجهُهُ ويرتبكُ و يعطيها
الحذاءَ ووجهه ملتفت الى جهةٍ أخرى ..

و في اليوم الثاني : صار يعطي الحذاءَ للمرأةِ وينظرُ إليها
وهي تلبسُهُ ..

وفي اليوم الثالث : صار يساعدُها في لبسِ الحذاء ,
وفي خلعه متلمّساً ساقيها وقدميها , و.. و ...

إلى أن صار عقله و نظره ويده بين أقدام النساء ..
هنا شاهدَهُ أخوه - وطبعاً هذا ما كان ينتظرُه -

فقال له متعجّباً مستنكراً : يا أخي ,

ماهذا الذي تفعل ؟!

وكيف تتجرأُ على ذلك ؟!!

قال الأخُ الكبيرُ : لم أستطع المقاومةَ أمام هذه المفاتنِ !!
و ما هذا الجمالُ وما هذه القامات ؟؟!!!

فقال الصغيرُ واعظاً :
يا أخي هنا بين سيقانٍ وأقدامٍ تظهرُ قوةُ الايمانِ لا في الصومعة ..!!
ولا بأن تُغلِقَ على نفسِك البابَ وتقعدَ وتقولَ أنا متعبّدٌ ومتحفّظٌ .
و قوّةُ الايمانِ بغضّ البصرِ وحفظِ النفسِ والصبر في مثلِ هذه
المواقف و ... و..( انتهت القصة ) ..

تعليقي :

ضعْ نفسَك ضمنَ هذه المفاتن والمغريات وانظرْ إلى قوةِ إيمانِك ودرجةِ ثباتك وصحّة تعبّدِك فهنا يظهر المتعبدُ من المنافقِ
من المنجرفِ و إليك أنت أيّها المنغلقُ على نفسك المتعصبُ لادينك ..

أمتلك جهاز التلفاز والريسيفر والكمبيوتر والنت والكاميرا
والجوال و ... و ..

ثمّ تحكّم بما تشاهد وتسمع وتقول و.. و.. -
وهنا يُبان المؤمن الصادق من الضعيف المنافق ...
امشِ مستقيماً على خطوط متعرّجة إنِ استطعت
الاستقامة وإلّا ستهوي ..

اللهم ثبّت قلبي على الايمان وأعنّي على غضّ البصر
وحفظ اللسان ... آمين ..

منقول
ايه رايك في الموضوع ده

موضوع جميل اوى و مؤثر جدا

وليكن حسك الإيماني هو المرشد والدال لك على قوة إيمانك أو ضعفه.
* فإذا سررت بإنعام ربك عليك وتوفيقه لك لبلوغ طاعة وتيسيرها لك بعد أن كانت عسيرة شاقة ..
وإذا حزنت كثيراً لفوات عبادة أو نقصها بضياعها أو ضياع وقتها أو انصراف همة
نفسك عن الإقبال عليها ..فاعلم أنك مؤمن..وأن ميزانك سيقودك لأن تكون إيجابياً في حياتك
فسرورك يدعوك للشكر والاستكثار من الطاعات
"اعملوا آل داوود شكراً وقليلٌ من عبادي الشكور"
وحزنك سيقودك لأن تطوي صفحة الكسل وتباشر الجد والاجتهاد بالإقبال على الطاعات
واستدراك ماحدث من تفريط وفوات بتوبة واستغفار وأعمال مكفرات..

مشكوره اختي نوره على الطرحك القيم ..
جزاك الله خير وجلعه في موازين حسناتك ليوم الدين .. اللهم قوي إيمانى وانصرنا على عود الاسلام .
دمتي بكل خير وحب وسعاده

ملخص لما في القصه هو لا حول ولا قوة الا بالله وان قوة الايمان تظهر في وقت الشده وتختفي في اوقات الضعف فحسن الخلق من من كمال الايمان فنواحي القوة والضعف تعتمد على الموقف